قوله تعالى:{إما العذاب وإما الساعة} العذاب ها هنا ما وعدوا من نصر المؤمنين عليهم، فيعذبهم قتلا وأسرا، والساعة ما وعدوا به من خلود النار، } ولقد أخذناهم بالعذاب} أي بالمجاعة.
وقوله تعالى:{حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد} قيل هو السيف والقتل، وفي حديث علي- رضي الله عنه- (أنه ودع سرية، فقال: أعذبوا عن النساء، فإن ذلك يكسركم عن الغزو) وكل من منعته شيئا فقد أعذبته، وفي المثل: لألجمنك لجاما معذبا أي مانعا عن ركوب الرأس، ويقال: أعذب إذا امتنع غيره، فهو لازم ومعتد.
[(عذر)]
قوله تعالى:{عذار أو نذرا} أي حجة وتخويفا ومنه قوله: {وجاء المعذرون من الأعراب} أي المعتذرون، كان لهم عذر ولم يكن، وقرئ} المعذرون} يعني الذين جاءوا بعذر، وقيل: المعذر المقصر، والمعذر المبالغ الذي له عذر، والمعتذر لمن له عذر ولمن لا عذر له، ومن ذلك قول عمر بن عبد العزيز:(للذي اعتذ إليه: عذرتك غير معتذر) أي دون أن تعتذر لأن المعتذر يكون محقا وغير محق، وفي الحديث:(أن بني إسرائيل كانوا إذا عمل فيهم المعاصي نهوهم تعذيرا).