قوله تعالى:{والجار الجنب} هو الغريب: قيل له: جنب: لأنه يجانب من يجاوره في النسب والمنزل، يقال: رجل جنب، وامرأة جنب، على المصدر قاله الأزهري.
وقال غيره: رجل جنب، ورجل جانب: أي غريب، فمن قال للواحد جنب، قال في الجميع: أجناب، مثل عنق وأعناق، وطنب، وأطناب ومن قال للواحد: جانب، قال في الجمع: جناب، كقولك: راكب وركاب.
ورجل جنب أيضًا: إذا أجنب، ومنه قوله تعالى:{ولا جنبا إلا عابري سبيل}.
وقال الفراء: يقال: جنب الرجل وأجنب، من الجنابة.
وفي حديث ابن عباس:(الإنسان لا يجنب، والثوب لا يجنب، والماء لا يجنب والأرض لا تجنب) يقول: لا يجنب الإنسان لممارسة الجنب، وكذلك الثوب إذا لبسه الجنب، والأرض إذا أفضى إليها لم تجنب، والماء إذا غمس الجنب فيه يده لم ينجس.
وقال الأزهري: إنما قيل له: جنب؛ لأنه نهي أن يقرب مواضع الصلاة ما لم يتطهر فيجتنبها، وأجنب عنها: أي تباعد عنها.
وقال القتيبي: سمي بذلك لمجانبته الناس وبعده منهم حتى يغتسل والجنابة: البعد.
وقوله:{فبصرت به عن جنب} أي عن بعد ومجانبته لأن لا يفطن لها يقال بصرت به عن جنب وعن جنابة أي بعد.