وفي الحديث:(أن فلانة خطبها أبو جهم ومعاوية، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: أما أبو جهم فأخاف عليك قسقسته العصا) يعني تحريكه إياها عند الضرب، يقال: قسقس الرجل في مشيته إذا أسرع، يقال: ما زال يقسقس الليلة كلها إذا أدأب السير، قال الشاعر:
كأنها، وقد براها الأخماس ... ودلج الليل وهاد قسقاس
وكان ينبغي أن يقول: قسقسته العصا، وإنما زيدت الألف لئلا يتوالى الحركات، وقال أبو زيد: يقال للعصا القسقاسة، والنساسة، ويشبه أن تكون العصا في الحديث تفسيرا للقسقاسة، وفيه وجه آخر وهو أن يراد به كثرة الأسفار، يقول: لا حظ لك في صحبته لأنه يكثر الظعن، ويقل المقام.
[(قسط)]
قوله تعالى:{قائما بالقسط} أي بالعدل، والإقساط والقسط: العدل.
ومنه الحديث:(إذا حكموا عدلوا وإذا قسموا أقسطوا) أي عدلوا فأما قسط بغير ألف فهو إذا جار.