للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(عطا)]

قوله تعالى: {فتعاطى فعقر} أي عقر الناقة، يقال: تعاطيت الشيء إذا تناولته، وعطوت أيضا مثله، ومنه الحديث في صفته - صلى الله عليه وسلم - (فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد) المعنى أنه كان من أحسن الناس خلقا ما لم ير حقا يتعرض له بإهمال أو إبطال أو إفساد فإذا رأى ذلك تنمر وتغير حتى أنكره من عرفه، كل ذلك لنصرة الحق، وقال الليث: تعاطيه جرأته.

وقوله تعالى: {أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} معنى أعطى أمكن من التناول يقال: أعطيته فعطى أي تناول، يقولك أعطاهم ما يصلح لهم ثم هادهم إلى مصالحهم فعلمهم طلب النسل، ليكثروا، وقالت عائشة رضي الله عنها تصف أباها: (أبي والله لا تعطوه الأيدي) أي: لا تبلغه فتتناوله، ومن أمثالهمك عاط بغير أنواط يضرب مثلا لمن يعمل عملا /لا جدوى له ولا فائدة فيه، ويشبه بمن يريد أن يتناول شيئا من غير معلقة.

[باب العين مع الظاء]

[(عظل)]

في حديث عمر رضي الله عنه: (كان زهير لا يعاظل بين الكلام ولا يتتبع حوشيه) أي لا يعقده، ولا يوالي بعضه فوق بعض، ولا يختصره اختصارا وكل شيء ركب شيئا فقد عاظله، ومنه يقال: تعاظلت الكلاب إذا تلازمت في السفار، ومنه قولهم للضبع أبشري بجراد عظال، وكم رجال وحوشي الكلام وحشيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>