للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث صلاة الأوابين: (إذا رمضت الفصال) يعني: عند ارتفاع الضحى، ورمض الفصال: أن يحترق الرمضاء وهو الرمل، فتبرك الفصال من شدة حرها وإحراقها أخفافها.

وقال عمر رضي الله عنه لراعي الشتاء: (عليك الظلف من الأرض، لا ترمضها) والظلف: المكان الغليظ الذي لا رمضاء فيه، فيؤدي أثرا، يقال: رمض الراعي ماشيته وأرمضها إذا رعاها في الرمضاء، وأربضها عليها.

قلت: ورمضها: أن تتقلف (تتقطع) أظلافها، وتنصل في الرمل من شدة الحر، يقال: وهو يترمص الظباء: أي: يثيرها في الرمل حتى ترمض، ثم يأخذها.

وفي الحديث: (إذا مدحت الرجل في وجهه فكأنما أمررت على حلقه موسى رميضا) قال شمر: الرميض الجديد: يقال: سكين رميض، بين الرماضة، فعيل بمعنى مفعول.

[(رمع)]

في الحديث: (أنه غضب على رجل حتى خيل إلى من رآه أن أنفه يترمع) هذا هو الصواب، والرواية: (يتمزع) قال أبو عبيد: هو أن تراه يضرب، كأنه يرغد من الغضب، ومنه يقال لدماغ الصبي الصغير: رماعة، لأنه يترمع، أي يتحرك وقال الأزهري: إن صح (يتمزع) فإن معناه: يتشقق، يقال: مزعت الشيء، إذا قسمته، ومرعت المرأة فطنها إذا قطعته ثم زبدته.

<<  <  ج: ص:  >  >>