قوله تعالى:{وما كنت متخذ المضلين عضدا} /أي أعوانا، يقال: اعتضدت بفلان إذا استعنت به، وتقويت به والأصل فيه عضد اليد ثم يوضع موضع العون، لأن اليد قوامها بالعضد، يقال: عاضده على كذا إذا أعانه، ومنه قوله تعالى:{سنشد عضدك بأخيك} أي سنعينك بأخيك ولفظ العضد على (جهة المثل، وفي الحديث: (فقد حرمتها- يعني المدينة- أن تعضد) أي يقطع شجرها، يقال: عضدت الشجر والمعضود عضد، ويقال: عضد واستعضد كما يقال: علا واستعلى، وقر واستقر، ومنه حديث طهفة، (ونستعضد البرير) أي نجتنيه من شجره للأكل، وأصل العضد القطع، والبرير ثمر الأراك، وفي حديث ظبيان:(وكان بنو عمر بن خالد بن جذيمة يخبطون عضيدها، ويأكلون حصيدها) قلت: العضيد والعضد هو ما قطع من الشجر يضربونه ليسقط ورقه، فيتخذونه خيطا، والحصد البر والشعير، وفي حديث أم زرع:(وملأ من شحم عضدي) لم ترد العضد خاصة لكنها أرادت الجسد كله، وإذا سمنت العضد فقد سمن سائر الجسد، أرادت أنه أحسن إلى فأسمنني.