وفي الحديث:(إن خالدًا جعل أمواله وقيفة وما عنده حسبًا في سبيل الله) والأعتد جمع العتاد، وهو ما أعده الإنسان من ألة الحرب.
[(حبط)]
قوله تعالى:{حبطت أعمالهم} أي بطلت من قولهم: حبطت الدابة تحبط حبطًا فهو حبط: إذا أصابت مرعى طيبًا فأفرطت في الأكل حتى تنتفخ فتموت.
وفي الحديث أنه قال:(إني أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها، فقال رجل: ويأتي الخير بالشر يا رسول الله فقال: إنه لا يأتي الخير بالشر، وإنما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم إلا أكلة الخضر، فإنها أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فتلطت وبالت ثم رتعته ..... ).
قال الأزهري: هذا الخبر إذا بترلم يكد يفهم، وفيه مثلان:
ضرب أحدهما: للمفرط في جمع الدنيا ومنعها من حقها، وضرب الآخر: للمقتصد في أخذها والانتفاع بها، وأما قوله:(وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا) فهو مثل المفرط الذي أخذها بغير حق وذلك أن الربيع ينبت أحرار العشب فتستكثر منها الماشية حتى تنتفخ بطونها لما قد جاوزت حد الاحتمال فتشتكي أمعاؤها منها فتهلك، كذلك الذي يجمع الدنيا من غير حقها، ويمنع ذا الحق حقه بذلك في الآخرة بدخوله النار.
وأما مثل المقتصد: فقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إلا أكلة الخضر) وصفها به وذلك أن الخضر ليست من أحرار البقول التي ينبتها الربيع، ولأنها من الجنبة التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول، فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - أكلة الخضر من المواشي مثلها