للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبعد فإن العرب لا تقول: هريت إلا في العمامة خاصة، فليس له أن يقيس الشقة على العمامة لأن اللغة رواية وقوله: (بين مهرودتين) أي: بين شقتين أخذتا من الشق خطأ، لأن العرب لا تسمي الشق للإصلاح هرد بل يسمونه الإفراق، والإفساد هردًا وقال ابن السكيت: يقال: هرد القصار الثوب وهرته إذا أخرقه وضربه وهرد فلان عرض فلان وهرده فهذا يدل على الفساد والقول في الحديث عندنا بين مهروذتين بالدال والذال أي: بين ممصرتين على ما جاء في الحديث: ولم نسمعه إلا في الحديث كما لم نسمع الصير الصحناءة إلا في الحديث: وكذلك الثفاء الحرف ولم يوجد في غير هذا الحديث إلى أشباه ذلك كثيرة.

وروي في حديث آخر أنه عليه السلام وصف عيسى فقال: رجل مربوع إلى البياض والحمرة يمشي بين ممصرتين والدال والذال أختان تبدل إحداهما من الأخرى، يقال: رجل مدل ومذل إذا كان قليل الجسم خفي الشخص وكذلك الدال والذال في قوله مهرودتين وقال بعضهم:

ومنه أخذ الثوب المهرود الذي يصبغ بالعروق والعروق يقال لها الهرد.

[(هرس)]

في الحديث: (أنه عطش يوم أحد فجاءه علي بماء من المهراس، فعافه وغسل به الدم عن وجهه) قال: أراد بالمهراس ماء بأحد.

قال شبل:

وقتيلا بجانب المهراس

<<  <  ج: ص:  >  >>