وقوله:{ولا أنا عابد} فيما استقبل، نفى عن نفسه عبادة غير الله في الحال والاستقبال، ونفى عن الكفار عبادة الله في الحالين معا، وهذا في قوم أعلمه الله ذلك منهم، كما قال في قصة نوح (أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن).
وفي حديث علي وقيل له:(أنت أمرت بقتل عثمان فعبد) أي غضب غصبا في أنفة.
[(عبر)]
قوله تعالى:{فاعتبروا يا أولي الأبصار} أي استدلوا بما شاهدتم على ما غاب عنكم، والعابر: الناظر في الشيء، ومنه حديث ابن سيرين (إني أعتبر الحديث) يريد: أنه يعبر الرؤيا على الحديث وجعله له اعتبارا كما يعتبر القرآن في تأويل الرؤيا فيعبر عليه.
وقوله/ تعالى:{إن في ذلك لعبرة} أي دليلا، وقوله تعالى:{إن كنتم للرءيا تعبرون} يقال هو عابر الرؤيا ومعنى عبرت الرؤيا وعبرتها خبرت ما يئول إليه أمرها، مأخوذ من عبر النهر وهو شطه، وهذه اللام تسمى لام التعقيب لأنها عقبت الإضافة قال ذلك أبو منصور رحمه الله، وفي حديث أم زرع:(وعبر جارتها) قال أبو بكر: فيه تأويلان أحدهما: أن ضرتها ترى من جمالها ما يعبر عن عينها أي يبكيها، والآخر أنها ترى من عفتها ما تعتبر به.
وفي الحديث:(تومة قد لطخت بعبير أو زعفران) قال الليث: العبير: نوع من الطيب، وقال: أبو عبيدة: العبير عند أهل الجاهلية: الزعفران.