وقوله:{إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم} معناه: أنها تعبد الله كما تعبدونه، إلا ترى إلى قوله:{وإن من شيء إلا يسبح بحمده} وقال} ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض} الآية وقوله تعالى: {أن عبدت بني إسرائيل} أي: اتخذتهم عبيدا، وقال مجاهد: قهرتهم واستعملتهم، يقال أعبدت فلانا وعبدته.
قال الشاعر:
علام يعبدني قومي وقد كثرت ... فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان
ويقال في جمع العبد: أعبد، وعبيد، وعبدان، وعبدان، وعبدي، وعبد، وأعابد، ومعبودا ومعبودي بالقهر ومعبدة وعبدون.
ومنه قول عامر بن الطفيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما هذه/ العبدى حولك يا محمد) أراد أهل الصفة وكانوا يقولون ابتعه الأرذلون.
وفي حديث الاستسقاء:(هؤلاء عبداك بفناء حرمك) أراد جمع العبيد.
قوله تعالى:{فأنا أول العابدين} قيل هو من عبد يعبد إذا أنف، وقيل من عبد يعبد إذا أنف أي من الآنفين، قال ابن عرفة: إنما يقال عبد يعبد فهو عبدا وقل ما يقال عابد والقرآن، لا يأتي بالقليل من اللغة ولا الشاذ، ولكن المعنى: فأول من يعبد الله على أنه واحد لا ولد له، قوله تعالى:{لا أعبد ما تعبدون} أي: لست في حالي هذه فاعلا ذلك.