للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عصاه فيعاقبه، وقال غيره: المفاعيل إذا وليتها الصفات، فإنك تذكر الصفات وتجمعها وتؤنثها، وتترك المفاعيل على أحوالها يقال: هو مغضوب عليه وهما مغضوب عليهما، وهم مغضوب عليهم، وهي مغضوب عليها، وهن مغضوب عليهن.

[(غضض)]

قوله تعالى: {واغضض من صوتك} أي أنقص من جهارته يقال غض بصره وغض صوته.

ومنه قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} أي يحبسوا/ من نظرهم يقال غض منه إذا نقص منه وقصر به وذهب بعض النحويين إلى أن (من) زائدة، وأن المعنى يغضوا أبصارهم، فخالف ظاهر القرآن وادعى فيه الصلة، وتكلف ما هو غني عنه، ومعنى الكلام معنى ظاهر أي ينقصوا من نظرهم عما حرم الله تعالى عليهم فقد أطلق الله تعالى لهم ما سوى ذلك.

وفي الحديث: (كان إذا خرج غض طرفه) وإنما كان يفعل ذلك ليكون أبعد من الأثر والمرح عند الفرح، والناس يحدقون النظر إذا فرحوا ونظروا بملء أعينهم وكان عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك خلاف ذلك.

ولما مات عبد الرحمن بن عوف قال: عمرو بن العاص رضي الله عنهما (هنيئا لك خرجت من الدنيا ببطنتك لم تتغضغض منها بشيء) يقال غضغضت الشيء فتغضغض أي نقصته فنقص، ضرب البطنة مثلا لوفور أجره الذي استوجبه بهجرته وجهاد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه لم يتلبس بشيء من ولاية وعمل ينقص أجوره التي وجبت له ويقال هذه ركية لا تغضغض أي لا تنزح.

[(غضف)]

في حديث عمر رضي الله عنه وذكر أبواب الربا قال: (ومنها الثمرة التي تباع وهي مغضفة) قال شمر: ثمرة مغضفة إذا قاربت الإدراك ولما تدرك

<<  <  ج: ص:  >  >>