قوله تعالى:{لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا}. قال ابن عرفة: العرب تقول: أنا أتبرد بذلك: أي أستريح، فالمعنى: لا يذوقون فيها راحة، وقال غيره: بردًا: أي نومًا، والعرب تقول: منع البُرد والبَرد، أي منع البرد النوم.
أخبرنا به أبو عبد الله محمد بن حامد الماسح، قال: حدثنا أبو العباس الأزهري، قال: حدثنا محمد بن علي الشقيقي، قال: سمعت أبا معاذ النحوي، يقول في قول الله تعالى:{لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا} قال: البرد: النوم.
قوله تعالى:{قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} أي ذات برد وسلامة، لا يتأذى ببردها، كما لم يتأذى بحرها.
وقوله:{وينزل من السماء من جبال فيها من برد} قال ابن عرفة: سمعت أحمد بن يحيى يقول: فيه قولان: أحدهما: وينزل من السماء بردًا من جبال في السماء من برد والآخر: وينزل من السماء أمثال/ الجبال من البرد، ويقال إنما سمي بردًا؛ لأنه يبرد وجه الأرض: أي يقشر، وقد برد القوم، وغيث برد. وأبردت السحابة: جاءت ببرد.
وفي الحديث:(أصل كل داء البردة) يعني الطنا والتخمة والثقلة على المعدة.