قوله تعالى:{فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والمراد غيره ممن شك في تنزيل القرآن، والعرب تفعل ذلك تخاطب الرجل، ويريد بمخاطبتها غيره ممن يسمع أو يبلغ، ومثله في القرآن كثير منها قوله:{يا أيها النبي اتق الله} دل على ذلك قوله: {واتبع ما يوحي إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا} ولم يقل تعمل.
وقوله:{واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} أي سل من أرسلنا إليه من قبلك رسلًا من رسلنا، يعنى أهل الكتاب، الخطاب له، والمراد المشركون.
وفي الحديث (أنا أولى بالشك من إبراهيم) تأويله أنه لما نزل عليه} وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموت قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}.
فقال قوم سمعوا ألأيه: شك إبراهيم ولم يشك نبينا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تواضعًا منه وتقديمًا لإبراهيم على نفسه أنا أحق بالشك منه، المعنى أنا لم أشك، ونحن دونه فكيف يشك هو، قال ذلك القتيبي، وتأويل قوله:{ليطمئن قلبي} أي بيقين النظر قال: واليقين جنسان: يقين السمع ويقين البصر وهو أعلاهما، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة موسى عليه السلام أنه لما أعلمه