للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(كفف)]

قوله عز وجل: {إلا كافة للناس} أي: جامعا لهم بالإنذار، ومعنى كافة في اللغة: الإحاطة، مأخوذ من كفه الشيء، وهو حرفه، وإذا انتهى الشيء إلى ذلك كف عن الزيادة، ولا يثنى كافة ولا يجمع وكفه القميص وحاشيته، وكل مستطيل كفة، مثل كفة الرمل، وكل مستدير كفة- بكسر الكاف- مثل كفة الميزان، وكفة الحائل، وأصل الكف المنع، ومنه قيل لطرف اليد كف لأنه يكف بها عن سائر البدن، ورجل مكفوف ممنوع البعير.

وقوله تعالى: {ادخلوا في السلم كافة} أي: ابلغوا في الإسلام إلى حيث تنتهى شرائعه فتكفوا من أن تعدوا أي تجاوزوا، وأراد بالكافة الإحاطة، بجميع حدود الإسلام معناه: ادخلوا كلكم حتى يكف عن واحد منك ولم يدخل فيه، يقال: كففه فكف.

وفي الحديث (إن بيننا وبينهم عيبة مكفوفة) يعني: التي أشرجت على ما فيها ومنعت بذلك أن تنال ضربها مثل للصدور أنها بقية من الغل والغش فيما كتبوا من الصلح والهدنة، والعرب تشبه الصدور التي فيها القلوب بالعياب التي تشرج على حر الثياب وفاخر المتاع، وقال أبو سعيد: معناه أن يكون الشر بينهم مكفوفا كما تكف العيبة إذا أشرجت على ما فيها من المتاع، كذلك الدخول التي كانت بينهم قد اصطلحوا على ألا ينشرونها بل يتكافون عنها كأنهم قد جعلوا في وعاء وأشرجوا عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>