وفي الحديث (من ترك قتل الحيات خشية النار فقد كفر) قال القتيبي: الكفر صنفان:
أحدهما: الكفر بالأصل، وهو الكفر بالله نعوذ بالله منه والآخر: الكفر بفرع من الفروع كالكفر بالقدر وما أشبه ذلك، وهذا لا يخرج به عن الإسلام، لا يقال لمن كفر بشيء منه كافر، كما أنه يقال للمنافق آمن، ولا يقال: هو مؤمن، وسمعت الأزهري يقول وسئل عن من يقول بخلق القرآن أتسمه كافرا فقال: الذي يقوله كفر فأعيد عليه السؤال ثلاثا كل ذلك فيقول مثل ما قام ثم قال في الآخر قد يكون المسلم كفرا.
وفي الحديث (لتخرجنكم الروم منها كفرا كفرا) يعني قرية قرية.
ومنه حديث معاوية (أهل الكفور هم أهل القبور) يعني أهل القرى النائية عن الأمصار، ومجتمع أهل العلم: يكون الجعل عليهم أعلب، وهم إلى البدع، أشرع، وقال أبو عمرو قال أبو العباس: يقال: اكتفر الرجل إذا لزم الكفور، وهي القرى.
وفي الحديث (الأعضاء تكفر للسان) أي تذل وتخضع.
وفي الحديث (المؤمن مكفر) أي مرزا في [نفسه] وماله لتكفر خطاياه.
وفي القنوت (واجعل قلوبهم كقلوب نساء كوافر) يعني في التعادي والاختلاف والنساء أضعف قلوبا لاسيما إذا كن كوافر.