وقوله:{وهذا البلد الأمين}، يعني: مكة وكان قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - آمنًا، لا يغار عليه، كما كانت العرب يغير بعضهم على بعض.
وفي الحديث:(أمين خاتم رب العالمين) فيه لغتان: آمين، مطولة الألف، مخففة الميم. وأمين، على مثل فعيل وقال أبو بكر: معناه أنه طابع الله على عباده؛ لأنه يدفع به الآفات والبلايا، فكان كخاتم الكتاب الذي يصونه ويمنع من إفساده، وإظهار ما فيه.
وفي حديث آخر:(أمين درجة في الجنة) قال أبو بكر: معناه أنه حرف يكتسب به قائله درجة في الجنة.
وكان الحسن إذا سئل عن تفسير قوله:(آمين) قال: هو؛ اللهم استجب لي، وقيل: معناه: كذلك فليكن.
وقوله:{وما أنت بمؤمن لنا} أي بمصدق، يقال: آمن به، وآمن له.
وفي الحديث:(نهران مؤمنان ونهران كافران) قال أبو بكر: جعلهما مؤمنين، على التشبيه، لأنهما يفيضان على الأرض، فيسقيان الحرث بلا مؤونة وجعلهما كافرين؛ لأنهما لا ينفعنا ولا يسقيان فهذان/ في الخير والنفع كالمؤمنين، وهذان في قلة النفع كالكافرين.