للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان الربيع بن خثيم يقول لمؤذنه في يوم غيم (إغسق إغسق) يريد أخر المغرب حتى يغسق الليل، وهو إظلامه.

[(غسل)]

قوله تعالى: {من غسلين} معناه: من صديد أهل النار وما ينغسل ويسيل من أبدانهم.

وفي الحديث (من غسل واغتسل) ذهب كثير من الناس: إلى أنه المجامعة قبل الخروج إلى الصلاة، لأن ذلك يجمع بين غض الطرف والاغتسال، وقال أبو بكر: معنى غسل بالتشديد اغتسل بعد الجماع ثم اغتسل للجمعة فكرر بهذا المعنى، وذهب آخرون: إلى أنه أسبغ الطهور وأكمله ثم اغتسل بعد ذلك للجمعة، وقال الأزهري: رواه بعضهم (غسل) بالتخفيف من قولك غسل الرجل امرأته وغسلها إذا جامعها. وفحل غسلة إذا أكثر طرقها وهي لا تحمل.

وفي الحديث (أنه قال عليه الصلاة والسلام فيما حكى عن ربه تبارك وتعالى وأنزل عليك كتاب لا يغسله الماء تقرأه نائما ويقظان) أراد أنه لا يمحى أبدا بل هو محفوظ في صدور الذين أتوا العلم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومعنى قوله تعالى: (يقرأه نائما ويقظان) قال بعضهم: أي تجمعه حفظا وأنت نائم كما تجمعه وأنت يقظان وقال غيره: كأنه أراد تقرأه في يسر وسهولة ظاهرا بقال للرجل إذا كان قادرا على الشيء ماهرا به هو يفعله نائما كما تقول هو يسبقه قاعدا، والقاعد/ لا سبق له وإنما أراد يسبقه مستهينا به.

<<  <  ج: ص:  >  >>