وقوله:{يفجرونها تفجيرا} قال مجاهد: يقودونها حيث شاؤوا.
وقوله:{والفجر} أي: ورب الفجر وهو انصداع الصبح.
وفي حديث أبي بكر- رضي الله عنه- (لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه خير له من أن يخوض غمرات الدنيا، يا هادي الطريق جرت جرت إنما هو الفجر أو البحر) يقول: إن انتظرت حتى يطلع هذا الفجر أبصرت قصدك وإن خبطت الظلماء، وربكت العشواء هجما بك على المكروه، ضرب ذلك مثلا لغمرات الدنيا وتحييرها أهلها. ورواه بعضهم:
البجر قال: والبجر: الداهية والأمر العظيم يقول: أفضت به إلى المكروه ويقال: بجر وأبجر.
وفي حديث عمر رضي الله عنه (أن رجلا استأذنه في الجهاد فمنعه لضعف بدنه، فقال: إن أطلقتني وإلا فجرتك) أي: عصيتك ومنه ما جاء في دعاء الوتر: (ونترك من يفجرك) أي: يعصيك ويخالفك.
[(فجو)]
قوله تعالى:{وهم في فجوة منه} أي: في ناحية متسعة من الكهف وجمعها الفجوات والفجى.
ومنه حديث عبد الله (لا يصلين أحدكم وبينه وبين القبلة فجوة) أراد أن لا يبتعد من قبلته وسترته، مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - (إذا صلى أحدكم إلى الشيء فليرهقه) يريد فليفشه ولا يبتعد منه.