قوله عز وجل:{وقالت اليهود يد الله مغلولة} أي: ممسكه عن الاتساع علينا كما قال فيه: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} أي لا تمسكها عن الإنفاق وقوله تعالى: {بل يداه/ مبسوطتان} أي: ينفق كيف شاء على من يشاء ومعنى} غلت أيديهم} أي يعنى في النار جزاء ما قالوا.
وقوله تعالى حكاية عن إبليس} ثم لأتينهم من بيد أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم} من أتاه من بين وأتاه من قبل التكذيب مما هو أمامه من البعث والحساب والثواب والعقاب ومن أتاه من خلفه أتاه من قبل المال فهذمه الفقر فلم يؤد زكاه ولم يصل رحما، ومن أتاه من قبل الشهوات وقوله تعالى:{ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن}.
قال ابن عرفه: أي من جميع الجهات قال: والأفعال تنسب إلى الجوارح لأنها تكتسب، والعرب تقول لمن عمل شيئا فوبخ به: يداك أوكتا وقال الزجاج: يقال للرجل إذا وبخ ذلك بما كسبت يداك وإن كانت اليدان لم تجنيا شيئا لأن اليدين هما الأصل في التصرف، قال الله تعالى:{فبما كسبت أيديكم}.