قوله تعالى:{أفلم ييأس الذين أمنوا} معناه: ألم يعلموا وقيل: إنها لغة للنخع، قال الشاعر:
أقول لهم بالشعب إذ يأسروننى .... ألم تيئسوا أنى ابن فارس زهدمي
وهو قول قتادة. قال الفراء: أفلم يعلموا علما ييأسوا من أن يكون غير ما علموا.
وقيل: معناه: أفلم ييأس الذين أمنوا من إيمان هؤلاء الذين من وصفهم الله بأنهم لا يؤمنون، لأنه قال:{ولو شاء الله لجمعهم على الهدى}.
قوله تعالى:{كما يئس الكفار من أصحاب القبور} قال ابن عرفه: معنى قول مجاهد كما يئس الكفار في قبورهم من رحمه الله، لأنهم أمنوا بعد الموت بالغيب فلم ينفعهم إيمانهم من جديد وقال غيره: كما يئس من أصحاب القبور أن يحيوا ويبعثوا.
وقوله تعالى:{كان يئوسا} أي مؤيسًا من روح الله، وفى صفته - صلى الله عليه وسلم - (لا يأس من طول) معناه: أن إقامته لا تؤيس من طوله، لأنه كان إلى الطول أقرب، ومثله قول الشاعر: /
يئاس القصار فليس من نسوانها .... وخماشهن لها من الحساد