قوله تعالى:{ولا يؤخذ منها عدل} أي قيمة وفدية، والعدل المثل، ومنه قوله:{أو عدل ذلك صياما} قال أبو بكر: العدل ما عادل الشيء من جنسه والعدل ما عادله من غير جنسه، تقول: عندي عدل دراهمك من الدراهم، وعندي عدل دراهمك من الثياب، وقال البصريون: العدل والعدل لغتان هما المثل.
وقوله تعالى:{بربهم يعدلون} أي يجعلون له عديلا وشريكا، وقوله تعالى:{فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا} يقول: لا تتبعوا الهوى فرارا من إقامة الشهادة، ويقال: لا تتبعوا الهوى لتعدلوا، كما يقول لا تتبعن الهوى لترضي ربك: أي أنهاك عن هذا كما ترضي ربك، /وقوله تعالى:{بل هم قوم يعدلون} أي يعدلون عن الحق والقصد أي يتكبرون، وقوله تعالى:{فعدلك} وقرئ} فعدلك} مشددا وخففا، يقال: عدلت الشيء فاعتدل: أي قومته فاستقام، وقال ابن الأعرابي: من قرأ عدلك أي عدلك من الكفر إلى الإيمان وهما لغتان.
ومنه الحديث:(ن شرب الخمر لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا أربعين ليلة) قال النضر: العدل الفريضة، والصرف التوبة، وقد مر القول في هذا الحرف.