قوله تعالى:{ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن} هذا خطاب للأزواج، وهو أن يكون الرجل له امرأة فيمقتها ولا تكون من حاجته فيضارها بسوء العشرة، ليضطرها إلى الافتداء بمالها أي لا تأخذوا من مهرها شيء على جهة الإضرار، والعضل التضييق والمنع، ويقال: أردت أمرا فعضلتني عنها، أي منعتني، وضيقت علي، وأعضل في الأمر إذا ضاق علي فيه الحيل، ومنه قول عمر رضي الله عنه:(أعضل بي أهل الكوفة) ومنه قولهم: إنه لعضلة من العضل/ إذا كان لا يقدر فيه على وجه الحيلة، وقوله تعالى: {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن) قال الأزهري: أصل العضل من قولهم: عضلت الناقة إذا نشب ولدها فلم يسهل خروجه، وعضلت الدجاجة نشبت بيضها.
وفي حديث معاوية:(معضلة ولا أبا حسن- رضي الله عنهما) قوله معضلة أي مسألة صعبة ضيقة المخارج، يقال: أعضل الأمر إذا اشتد وداء عضال أي شديد، ولا أبا حسن، قال الفراء: هذه معرفة وضعت موضع النكرة، كأنه قال: ولا رجل لها كأبي حسن والتبرئة لا تقع على المعارف، وإنما تقع على النكرات.
[(عضو)]
قوله تعالى:{الذين جعلوا القرآن عضين} قال ابن عباس: (آمنوا ببعض وكفروا ببعض) وهو جمع عضة من عضيت الشيء إذا فرقته، وقال بعضهم: كانت في الأصل عضوة فنقصت الواو، ولذلك جمعت عضين، كما