قوله تعالى: / {وفيه يعصرون} أي يعصرون الزيت، وقيل: معنى يعصرون أي ينجون من الجدب، ويعتصمون بالخصب، يقال: هذا عصره ومعتصره وقد اعتصرت به إذا لجأت إليه واعتصمت به، وقال أبو عبيد: المعتصر الذي يصيب من الشيء يأخذ منه ويحبسه قال: ومنه قوله تعالى: {وفيه يعصرون} ومن قرأ (يعصرون) أي يمطرون، يقال: أعصر القوم إذا مطروا، وفي حديث عمر رضي الله عنه:(يحتصر الوالد على ولده) أي له أن يحبسه عن الإعطاء ومنعه عن ذلك وكل شيء حبسته ومنعته فقد اعتصرته، قال ابن الأعرابي: يعتصر أي يرتجع وفي حديث القاسم بن محمد: (أنه سئل عن العصرة للمرأة، فقال: لا أعلم فيرخص فيها إلا للشيخ المعقوف) قال ابن الأعرابي: العصرة هاهنا منع البنت من التزويج.
يقال: اعتصر فلان فلانا: إذا منعه من حق يجب عليه قال: ومن هذا عصرة الغريم وضغطه وهو أن يمنعه ما عليه، أو يقول: صالحني على كذا أعجله لك إذ ليس لأحد عضل امرأة إلا لشيخ كبير أعقف من شدة الحاجة إلى خدمة البنت.
وفي الحديث:(أنه أمر بلالا بأن يؤذن قبل الفجر ليعتصر معتصرهم) أراد الذي يريد أن يضرب الغائط، وقوله تعالى:{فأصابها/إعصار فيه نار} الإعصار ريح عاصف ترفع ترابا إلى السماء وتديره كأنها عمد، والعرب تسميه الزوبعة، ومن أمثالهم: إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا، يضرب مثلا للرجل