وفي الحديث:(أنه بعث الضحاك بن سفيان إلى قومه، وقال: إذا أتيتهم فاربض في دارهم ظبيا).
قال القتينبي: روى عن ابن الأعرابي أنه قال: أقم في دارهم آمنا، لا تبرح، كأنك ظبي في كناسه قد أمن حيث لا يرى إنسيا.
قال الأزهري: وفيه وجه آخر، وهو أنه عليه السلام أمره أن يأتيهم كالمتوجس، لأنه بين ظهراني الكفرة، فمتى رابه منهم ريب نفر عنهم شاردا.
وفي الحديث حين ذكر أشراط الساعة فقال:(وأن ينطق الرويبضة في أمر العامة قيل: وما الروبيضة يا رسول الله، قال: الرجل التافه، ينطق في أمور العامة) وهو كحديثه الأول: (وأن ير رعاء الغنم رءوس الناس) وقال: الأزهري: هي تصغير الرابضة: كأنه جعل الرابضة، راعي الربيض، أدخل فيها الهاء مبالغة ومنه قيل للتافه من الناس رابضة وروبيضة، لربوضه في بيته وقلة ابتعاثه في معالي الأمور، يقال: رجل ربض عن الحاجات والأسفار لا ينهض فيها.
وفي حديث أبي لبابة:(أنه ارتبط نفسه بسلسلة ربوض إلى أن تاب الله عليه) قلت: هي الضخممة الثقيلة اللاذقة بصاحبها.
[(ربط)]
قوله تعالى:{وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} قال الأزهري: في قوله: {رَابِطُوا} قولان: