وفي حديث ابن مسعود:(إنكم مجموعون في صعيد واحد ينفذكم البصر) قال أبو عبيد: المعنى أنه ينفذهم بصر الرحمن حتى يأتي عليهم كلهم قال الكسائي: يقال نفذني بصره، إذا بلغني وجاوزني وقال ابن عون ينفذهم البصر أنفذت القوم إذا خرقتهم، ومشيت في وسطهم، فإن جزتهم حتى تخلفهم قلت نفذتهم بلا ألف وقال غير أبي عبيد: أراد يرخقهم لاستواء الصعيد والله تعالى قد أحاط بالناس أولا وآخرا.
وفي حديث عمر رضيث الله عنه (أنه طاف بالبيت مع فلان فلما انتهى إلى الركن الغربي الذي يلي الأسود قال له: ألا تستلم؟ فقال له انفذ عنك، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستلمه) تفسيره في الحديث.
أي دعه والعرب تقول: سر عنك أي جز وأمضى ولا معنى لعنك.
[(نفر)]
قوله عز وجل:{وجعلناكم أكثر نفيرا} نفير: جمع نفر، وهو مثل الكليب والعبيد ونفر الإنسان ونفره ونفيره ونافرته ونفرته رهطه الذين ينصرونه.
ومنه قوله تعالى:{وأعز نفرًا} أي: قوما ينصرونه.
وقوله تعالى:{وما يزيدهم إلا نفورا} أي: باعدا عن الحق يقال نفر ينفر نفورا وقوم نفور.
ومنه قوله تعالى:{ولو على أدبارهم نفورا} أي: نافرين مثل شاهد وشهود.