قال أبو العباس: الجنق: أصحاب تدبير المنجنيق. يقال جنقوهم يجنقونهم جنقًا.
[(جنن)]
قوله تعالى:{فلما جن عليه الليل} أي: واراه وستره، ويقال: أجنه الليل وجن عليه. قال الفراء: ويقال: جنه الليل جنانًا وجنونًا، وسمي الجن جنًا؛ لأنهم موارون، وبه سمي الجنين؛ لأنه مواري في بطن أمه، وسمي القبر جننًا؛ لأنه يواري صاحبه، وسمي الترس مجنًا؛ لأنه يتوارى به.
وفي حديث علي رضي الله عنه: أنه كتب إلى ابن عباس: (قلبت لابن عمك ظهر المجن) هذه كملة تضرب مثلًا لمن كان لصحابه على مودة أو رعاية ثم حال عن ذلك.
وسمي القلب جنانا؛ لأن الصدر يواريه، وسمي المجنون مجنونًا؛ لأنه مستور الفهم، مقلوب العقل.
وقوله:{اتخذوا أيمانهم جنة} قال ابن عرفة: أي جعلوا ما أظهروا بألسنتهم من الأيمان سترًا لما يضمرون من نفاقهم خوفًا.
وقوله:{كما بلونا أصحاب الجنة} أي: البستان، وقال الأزهري: كل شجر متكاثف يستر بعضه بعضًا فهو جنة، مشتق من جننته: إذا سترته والجنة في قوله: {أم يقولون به جنة} أي جنون.