للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث أبي هريرة (وقيل له: أتقبل وأنت صائم؟ قالوا: نعم، وأكفحها) وبعضهم يرويه (واتحفها) قال أبو عبيد: من رواه- بالكاف- أراد بالكفح اللقاء والمباشرة للجلد، وكل من واجهته ولقيته كفه كفه فقد كافحته، ومن رواه- بالقاف- أراد شرب الريق من تخف الرجل ماا في الإناء إذا شرب ما فيه. ومنه قول امرئ القيس

*اليوم نخاف وعدا ثقاف*

ويقال: أكفحت الدابة إذا تلقيت فاه باللجام تضربه، وكبحت الدابة إذا أخذت لجامه ليقف، وشنقت الدابة وعنجتها إذا جذبت خطامها إليك وأنت راكبها، وأكمحت الدابة إذا جذبت عنانه إليك حتى تنصب رأسه.

[(كفر)]

قوله تعالى: {أولئك هم الكافرون) الكفر: تغطية الإنسان نعماء الله عليه بالجحود، وبه سمي الليل كافرا لأنه يغطى بظلمته كل شيء.

وقوله: {قتل الإنسان ما أكفره} يقول: ما أجحده بنعم الله عليه.

وقوله تعالى: {فكفارته} أي فمحوه.

وقوله: {إني كفرت بما أشركتمون بمن قبل} أي: تبرأت، قال ذلك شمر.

وقوله تعالى: {ذلك كفارة إيمانكم} أي: ذلك الذي يغطى على أثامكم، وقيل: سمي الكافر كافرا لأنه يستر بكفره الإيمان، ومثله قيل للزارع كافر لأنه إذا بذر البذر غطاه بالتراب، وهو قوله: {أعجب الكفار نباته} أي: الزراع، وقيل: الكفار ها هنا هم أكفار بالله لأنهم أشد إعجابا بالحرث وزخرفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>