قوله عز وجل:{إلا حميما وغساقا} قال السدى: هو ما يسيل من أعينهم من دموعهم يسقونه مع الحميم يقال: غسقت عينه إذا سالت تغسق، وقال غيره: هو ما يغسق من جلود أهل النار من الصديد، ويقال: غسق الجرح يغسق إذا سال منه ماء أصفر، ومن قرأ بالتخفيف فهو البارد الذي يحرق ببرده، وقال بعضهم: إنما قيل ليل غاسق لأنه أبرد من النهار.
ومنه قوله تعالى:{ومن شر غاسق إذا وقب} يعني الليل إذا دخل وقال الليث: في قوله تعالى: {غساقا} أي منتنا يدل على ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (لو أن دلوا في غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا).
-وروي عن الحسن الغاسق أو الليل.
وفي الحديث (نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى القمر فقال لعائشة رضي الله عنها تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب فهذا غاسق إذا وقب) قال أبو بكر: إنما سمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القمر غاسقا، لأنه إذا خسف، أو أخذ في الغيبوبة أظلم والغسوف معناه الإظلام، وحكى الفراء: غسق الليل وأغسق، وظلم وأظلم، ودجى وأدجى، وغبس وأغبس وغبش وأغبش.
وفي حديث عمر رضي الله عنه (حتى يغسق الليل على الظراب) قال/ ابن الأعرابي: أي ينصب الليل على الجبال من قولك غسقت عينه أي انصبت.
وقوله تعالى:{إلى غسق الليل} قال الفراء: هو أول ظلمته.