قوله تعالى:{فما بكت عليهم السماء والأرض} أي لم تحدث بعدهم حادثة لهلاكهم.
وقال ابن عباس: ليس من مؤمن إلا وله باب في السماء يصعد منه عمله فإذا مات بكى عليه وكذلك معادنه من الأرض التي كان يصلي فيها، وبابه من السماء الذي كان يصعد منه عمله، وأما قوم فرعون فلم تكن لهم أعمال صالحة في الأرض، ولم يصعد لهم خير إلى السماء، فما بكت عليهم/ السماء والأرض.
وقال غيره: إنما تبكى السماوات والأرض لعقل يجعله الله فيها، كما جعل لحراء حتى فهم كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكما جعل للأحجار والأشجار والبهائم حتى خاطبته وقال بعضهم: معناه: فما بكت عليهم أهل السماء والأرض، فحذف الأهل، وأقيمت السماء والأرض مقامهم، والعرب تقول: السخاء حاتم، وهم يريدون: السخاء سخاء حاتم.
وقال آخرون: كانت العرب إذا أخبرت عن مهلك رجل عظيم الشأن قالوا: بكت عليه السماء والأرض، وكسفت لموته الشمس والقمر، وما أشبه ذلك.