عليه الباب ويحبس ويضيق عليه حتى يطلق، وقيل: معناه لا تغلق التطليقات في دفعة واحدة حتى لا تبقى منها شيء، لكن يطلق طلاق السنة ألا ترى أن الكتب السلطانية في استنطاق جميع الأموال تنطق بإغلاقها.
وفي الحديث:(شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن أوثق نفسه، وأغلق ظهره) يقال غلق ظهر البعير إذا دبر وأغلقه صاحبه إذا أثقل حمله حتى يدبر من الوثاق قال الله تعالى: {فشدوا الوثاق} ويجوز لمن أويق نفسه أي أهلكها سبه الذنوب التي أثقلت ظهره بذلك.
[(غلل)]
قوله تعالى:{وما كان لنبي أن يغل} بفتح الياء وضم الغين فمعناه أن يخون يقال غل من المغنم يقل غلولا إذا سرق من الغنيمة.
ومنه الحديث:(أترونني أغلكم مغنمكم)؟ وقال ابن عرفة: سمى غلولا لأن الأيدي مغلولة عندها أي ممنوعة.
وفي حديث آخر:(لا أعرفن أحدكم يجيء يوم القيامة ومعه شاة قد غلها) المعنى لم يكن/ للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخون أمته ومن قرأ:(أن يغل) بضم الياء وفتح الغين فمعناه: أن يخان نهى أصحابه أن يخونوه ويسلموه، وقيل: معناه أن يخون أي ينسب إلى الخيانة وكل من خان شيئا في خفاء فقد غل يغل غلولا، وقال ابن عرفة: سميت غلولا لأن الأيدي مغلولة منها أي ممنوعة.
وفي الحديث:(ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن) فمن فتح الياء جعله من الغل، وهو الضغن والحقد، يقول: لا يدخله حقد يزيله عن الحق ومن ضم الياء جعله من الخيانة والإغلال الخيانة في كل شيء.