وفي الحديث:(ما زالت قريش كاعة حتى مات أبو طالب) الكاعة: جمع كائع، وهو الجبان، وقد كاع يكع وكع يكع وقد كععت يا رجل وكعت، أراد أنهم يجبنون على إيذاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما مات اجترؤا يؤذون.
[(كيف)]
وقوله تعالى:{كيف تكفرون بالله} قال ابن عرفة: كيف هاهنا على جهة التوبيخ والإنكار والتعجب، كما تقول: كيف فعلت ما لا يحل لك أي لم فعلته، ويقولون: كيف تفعل إذا أقبل قبلك أي كيف أنت إذا استقبل وجهك بما تكره.
ومنه قوله تعالى:{كيف يكون للمشركين عهد عند الله} أي: لا عهد لهم، فوقعت كيف في مكان النفي ومنه قول الشاعر:
كيف قوى على الفراش .... ما تشمل الشام غارة شغراء
ومثل قوله تعالى:{كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم}.
وقوله تعالى:{كيف وإن يظهروا عليكم} قال أبو منصور: المعنى كيف يكون عهد وهم يظهروا عليكم} لا يرقبوا فيكم} لا يحفظوا (إلا) أي عهدا، (ولا ذمة) أي أمانا، وأنشد للحطيئة في إضمار الضمير مع كيف:
فكفيف ولم أعلمه خذلوكم .... على معظم ولاذيمكم قدوا
أي كيف تلومونني على مدح قوم.
قال: وقوله تعالى: {لننظر كيف تعملون} فموضع كيف موضع نصب لأنها حرف استفهام، والاستفهام يعمل فيه ما بعده ولا يعمل فيه ما قبله.