قوله تعالى:{ولا الضالين} قال ابن عرفه: الضلالة/ عند العرب سلوك [١٥٣/ ب] غير سبيل القصد، يقال: ضل عن الطريق، وأضل الشيء: إذا أضاعه، ومنه قرأ من قرأ:{لا يضل ربي} أي: لا يضيع، هذا مذهب العرب، فأما ما جاءت به الشريعة: فالضال على الإطلاق: من ضل عن أمر الله، قال: والضال على ضربين:
أحدهما: السالك سبيل الضلالة عامدًا، وهو قوله تعالى:{وأما إن كان من المكذبين الضالين}، والضال: السالك غير سبيل القصد على غير تعمد منه، ومنه قول موسى (عليه السلام): {قال فعلتها إذًا وأنا من الضالين} أي من المخطئين: أي أردت شيئًا فجريت إلى غيره فضللت عنه، فهذه الثانية ليست قصدًا، إنما هو سلوك غير القصد على غير عناد.
قوله تعالى:{ووجدك ضالًا فهدى} أي: لا تعرف شريعة الإسلام فهداك، وهو مثل قوله:{وعلمك ما لم تكن تعلم}.
وقوله:{أن تضل إحداهما} قال ابن عرفه: الضلالة هاهنا: الإغفال والسهو، وقال الأزهري: أي تنسى الشهادة.
ومنه قول موسى (عليه السلام): {وأنا من الضالين} أي: من الناسين.