وقوله تعالى:{لا يضل ربي ولا ينسى} أي: لا يخفى موضعه عليه.
ومنه الحديث:(ثم ذروني في الريح؛ لعلي أضل الله) أي: لعل موضعي يخفى عليه، قال الأزهري: معناه: لعلي أغيب عن عذاب الله، / يقال: ضللت الشيء إذا حعلته في مكان؛ ولم تدر أين هو؟ وضللت لغة، وأضللت الشيء إذا ضيعته.
ومنه الحديث:(إني أضللت ناقتي) وقال ابن الأعرابي: أضل الظلال: الغيبوبة، ويقال: ضل الناسي: إذا غاب عنه حفظ الشيء، ومعنى قوله تعالى:{لا يضل ربي} لا يغيب عنه شيء، ولا يغيب عن شيء.
قوله عز وجل:{لهمت طائفة منهم أن يضلوك} أي: يسلكوا بك غير القصد في أحكام الله تعالى.
وقوله تعالى:{ربنا ليضلوا عن سبيلك} قال الأخفش وقطرب: لم تؤتهم الأموال ليضلوا؛ ولكن لما كانت عاقبة ذلك الضلالة كان كأنه أتاهم الأموال ليضلوا، كما قال الشاعر:
فللموت ما تلد الوالدة
ومثله:{فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزنًا} وقال الفراء: هذه لام (كي) وقعت مكان لام التمليك، فالمعنى: التقطوه في علم الله تعالى لا في علمهم؛ لأن الله علم للعداوة والحزن، قال ابن عرفه: أما الأخفش وقطرب فإنهما رقفًا عن صبوح؛ وإنما أرادوا أن ينصرا قول من يزعم أن الله لم يخلق