قوله تعالى:{وعنده أم الكتاب} أي أصل الكتاب، وهو الذي عند الله عز وجل.
وقوله:{فأمه هاوية} أي مسكنة النار، وسميت جهنم أمًا؛ لأن الكافر يأوى إليها فهي له كالأم، أي كالأصل. قال الشاعر:
خوت نجوم بني شكس لقد علقت .... أظفارها بعقاب أمها أجد
أي تأوى إليها.
خوت تعني سقطت، يدعو عليهم؛ لأن أفول النجوم كناية عن زوال الإقبال لقد علقت أظفارها، يقول قد طمعوا في غير مطمع لأن العقاب يصيد ولا يصاد، والأم: المأوى. والأجد: محكمة الخلق وأحد بالحاء أي كأنهم يعاندون من مثله مثل العقاب الممتنع بجبل أحد.
وسميت فاتحة الكتاب أم الكتاب؛ لأنها أوله وأصله، وبه سميت مكة أم القرى؛ لأنها أول الأرض وأصلها، / ومنها دحيت.
ومنه قوله تعالى:{حتى يبعث في أمها رسولًا} أي في أعظمها.
وقوله:{لتنذر أم القرى ومن حولها} يعني: أهل أم القرى. كما قال:{واسأل القرية}، يعني أهل القرية.