وقال شمر: بلغني أن العرب تقول: (علثتم وإني خلقت نشبه قتادة ملية بعصية) وقال: النشبة من الرجال الذي إذا علق بشيء لم يكد يفارقه، وقال أبو الجراح: يقال للرجل الشديد المراسي قتادة لويت بعصبه، وفي حديث عمر رضي الله عنه:(وإن العصوب يرفق بها حالبها) قال القتيبي: العصوب من النوق التي لا تدر حتى يعصب فخذاها، ويقال للرجل الشديد الذي لا يقهر، ولا يستذل: لا تعصب سلماته، ومنه قول الحجاج لأهل العراق، (لأعصبنكم عصب السلمة) وهي شجرة ورقها القرظ الذي يدبغ به، ويعسر خرط ورقها فتعصب أغصانها بحبل ثم تخبط بعصى، فيتناثر ورقها ورعصبها جمع أغصانها، وشد بعضها إلى بعض وأصل العصب اللي.
وفي الحديث:(أنه شكى إلى سعد بن عبادة عبد الله بن أبي فقال: اعف عنه، فقد كان اصطلح أهل هذه البحيرة أن يعصبوه بالعصابة، فلما جاء الله بالإسلام شرق بذلك) قوله يعصبوه أي يسودوه، وكانوا يسمون السيد المطاع معصبا؛ لأنه يعصب بالتاج أو تعصب به أمور الناس، وكان يقال له أيضا المعمم والحمائم تيجان العرب، وهي العصائب.