والتعذير في كلام العرب يوضع موضع التقصير، يعني أنهم نهوهم نهيا لهم يبالغوا فيه.
وفي الحديث:(لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم) قال أبو عبيد: حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، قال: ولا أدري أخذ هذا إلا من العذر أي يستوجبون العقوبة، فيكون لمن يعذبهم العذر في ذلك، قال: وهو كالحديث الآخر: (لن يهلك على الله إلا هالك) قال شمر، قال أبو عبيد: أعذر فلان من نفسه، /وعذر من نفسه يعذر إذا أتى من نفسه بما يعذر، وفي الحديث:(أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعذر أبا بكر من عائشة- رضي الله عنهما- كأنه عتب عليها في شيء، فقال: لأبي بكر: كن عزيري منها إن أدبتها) وفي حديث الإفك (فاستعذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد الله بن أبي، قال وهو على المنبر: من عذيري من رجل قد بلغني عنه كذا وكذا، فقام سعد فقال: أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه) يقال من يعذرني من فلان أي من يقوم بعذري إن كافأته عن سوء صنيعه فلا يلومني، ويقال: عذيرك من فلان أي هات عذيرك، فعيل بمعنى فاعل.
ومنه قول علي- رضي الله عنه- وهو ينظر إلى ابن ملجم المرادي:(عذيرك من خليلك من مراد).