في حديث أبي بكر (رضي الله عنه): (فإذا نضب عمره وضحى ظله)
يقول: إذا مات، يقال للرجل إذا مات وبطل: ضحا ظله. ويقال: ضحى الظل إذا صار شمسًا، وإذا صار ظل الإنسان شمسًا فقد بطل صاحبه./ [١٤٥/ أ]
وفي كتاب علي على ابن عباس (رضي الله عنهما): (ألا ضح رويدًا فكأن قد بلغت المدى) قال القتيبي لمعناه: اصبر قليلًا.
قال الشيخ: وسمعت الأزهري يقول: العرب تضع التضحية موضع الرفق والتؤدة في الأمر، والأصل فيه أن القوم يسيرون يوم ظعنهم فيجرون، وإذا مروا بلمعة من الكلأ قال قائدهم: ألا ضحوا رويدًا، فيدعونها - يعني الإبل - تضحي وتجر، ثم وضعوا التضحية موضع الرفق والارتياد لرفقهم بالمال في ضحائها؛ كي توافي المنزل وقد شبعت، وقال أبو زيد: ضحيت عن الشيء، وعشيت عنه معناه رفقت به.
وفي الحديث:(ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الضح والريح! ) أراد كثرة الخيل والجيش، يقال: جاء فلان بالضح والريح أي بما طلعت عليه الشمس، وهبت به الريح، أي بالمال الكثير، وأصل الضح ضحى بالياء.
ومثله قوله:{والشمس وضحاها} يريد أضحاء النار وهو ضوءه، والضحى مؤنثه، يقال: ارتفعت الضحى، وتصغر ضحيًا، فإذا فتحت قلت: الضحاء ممدود.