ليست هي هذه، ثم تنبهوا فعلموا أنها عقوبة الله تعالى فقالوا: بل نحن محرومون: أي حرمنا ثمر جنتنا كما حرمنا المساكين.
وقوله:{يبين الله لكم أن تضلوا} أي: أن لا تضلوا وهم يحذفون (لا) في مواضع والمراد الإثبات، ويزيدونها والمراد الحذف، فالإثبات كقوله:{كجهر بعضحكم لبعض أن تحبط أعمالكم} أي: لأن لا تحبط، وكقوله:{إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا}، والحذف كقوله:{ما منعك ألا تسجد} و (لا) هاهنا: زائدة، ومثله:{وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون}، وللفراء فيه مذهب آخر إلى مذهبه هذا؛ أي يبين الله لكم الضلالة لتجنبوها، ولا تضلوا عن الحق.
[١٥٥/ أ] وفي الحديث: / (ضالة المؤمن حرق النار) الضالة من الإبل: التي لا يعرف لها مالك، وهو اسم للذكر والأنثى، والجمع: ضوال، من ضل الشيء إذا ضاع، وضل عن القصد: إذا جار.
وفي الحديث:(لعلي أضل الله) أي: أفوت الله، وقال: في قوله: {لا يضل ربي} أي: لا يفوت.
وفي الحديث:(إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى قومه فأضلهم) يقول: وجدهم ضلالًا، يقال: أضللته: أي وجدته ضالًا، كما تقول: أحمدته وأنحلته.