وقوله سبحانه:{لا ظليل ولا يغني من اللهب} أي: لا يستطاب، ولا يظل.
وقوله تعالى:{وظلالهم بالغدو والآصال} أي: وتسجد ظلالهم، يقال: هو جمع الظل، وقيل: هي شخوصهم.
وقوله عز وجل:{وظل ممدود} يقال: هو الدائم الذي لا تنسخه الشمس، والجنة كلها ظل.
ومنه قول العباس يمدح الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
من قبلها طبت في الظلال، وفي ... مستودع حيث يخصف الورق
يعني ظلال الجنة، أراد أنه كان طيبا في صلب آدم عليه السلام.
وقال أبو بكر: ظل الجنة سترها، والكينونة بها في ذراها.
ومنه الحديث:(إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها كذا وكذا سنة) أي: في ذراها، ومن ذلك قولهم: أنا في ظل فلان، ولا أزال الله عني ظلك؛ أي: الكينونة في ناحيتك، والستر بك، قال: وأراد العباس بقوله: (من قبلها)؛ أي: من قبل نزولك إلى الأرض؛ وكنى عن الأرض ولم يتقدم لها ذكر؛ لبيان المعنى، كما قال:{إنا أنزلناه في ليلة القدر} فكنى عن القرآن ولم يسبق له ذكر.
وقوله تعالى:{عذاب يوم الظلة} الظلة: سحابة أظلتهم فاجتمعوا تحتها مستجيرين بها مما نالهم من حر ذلك اليوم؛ ثم أطبقت عليهم فكان من أعظم أيام الدنيا عذابا.