وتفسيره أن النبي، نهى عن المزابنة وهو بيع الثمر في رؤوس النخل بالتمر ورخص من جملة المزابنة، وفي العرايا وهو أن من لا نخل له من ذوي الحمة أو الحاجة يفضل له منع قوته فيدرك الرطب، ولا نقد بيده يشتري به الرطب ليعاله ولا نخيل له فيجيء إلى صاحب النخل فيقول له: بعني ثمر نخلة أو نخلتين بخرصهما من التمر فيعطيه ذلك الفضل من التمر بثمن تلك النخلات ليصيب من أرطابها مع الناس، فرخص النبي - صلى الله عليه وسلم - من جملة ما حرم من المزابنة فيما دون خمسة أوسق، / وواحدة العرايا عرية فعلية بمعنى مفععولة من عراه يعروه، ويحتمل أن تكن من عري يعرى، كأنها عريت من جملة التجريد، فعريت أدخلت وخرجت فهي فعيلة بمعنى فاعلة ويقال: هو عرو ومن هذا الأمر أي خلو منه، وقوله تعالى:{فنبذناه بالعراء} العراء ممدود ما اتسع من الأرض، قال أبو عبيد: إنما قيل له عراء لأنه لا شجر فيه ولا شيء، يغطيه، والعرى مقصور الناحية، يقال: نزلت بعراه وحراه.
وفي الحديث:(وركب فرسا لأبي طلحة عريا) العرب تقول: فرس عرى وخيل أعراء وقد اعرورى فرسه إذا ركبه عريا، ولا قولون رجلا عري ولكن عريان.
وفي حديث أبي موسى قال:(قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل أنذر قومه جيشا، فقال: أنا النذير العريان أنذركم جيشا) قال ابن السكيت: هو رجل من خثعم حمل عليه يوم ذي الخلصة عوف بن عامر فقطع يده ويد امرأته وخص العريان لأنه أبين في العين، وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - (عاري