فروض القتال، وفي حديث ابن مسعود (إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) يعني بعزائمه فرائضه التي أوجبها وأمر بها، وفي حديث آخر:(خير الأمور عوازمها) يعني ما وكدت رأيك وعزمك عليه، ووفيت بعهد الله تعالى، وقيل: عوازمها فرائضها التي عزم الله تعالى عليك بفعلها.
وفي الحديث:(أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر- رضي الله عنه متى توتر، قال: من أول الليل، وقال لعمر رضي الله عنه: متى توتر، فقال في آخر الليل، فقال لأبي بكر: أخذت بالحزم، وقال لعمر: أخذت بالعزم) /أراد أن أبا بكر حذر فوات الوتر لذهاب النوم به فاحتاط، وأن عمر وثق بالقوة على قيام الليل فيه عليه، والعزم القوة على الشيء، والصبر عليه، ومنه قوله تعالى:{فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} ويقال: لا خير في عزم بلا حزم، يريد أن القوة إذا لم يكن معها حذر أورطت صاحبها، وقال بعضهم: الحزم التأهب للأمر، والعزم النفاذ فيه، واعتزم الأمر مضى فيه، وفي الحديث:(أن الأشعث قال لعمرو بن معد يكرب: أما والله دنوت لأضرطنك، قال عمرو: فلا والله إنها لعزوم مفزعة) قال شمر: العزوم الصبور الصحيحة العقد، قال: الدبر يقال لها: أم عزمة، ويقال: كذبته أم عزمة، أراد أن لها عزما، وليست: بواهية فتضرط، وأراد نفسه وأراد بقوله: مفزعة أنها تنزل بها الأفزاع فنجليها.