يعش) أراد غيرهم، يقال: عشى يعشى: إذا ضعف بصره فلا يبصر بالليل قال ذلك كله؛ أبو الهيثم وجميع أهل المعرفة، وأنكر القتيبي. عشوت عن الشيء يعني أعرضت عنه، قال: وإنما الصواب تعاشيت، والقائل أبي الهيثم المعنى: من أعرض عن ذكر القرآن، وما فيه من الحكم إلى أقاويل المضلين وأباطيلهم، نعاقبه بشيطان نقيضه له حتى يضله ويلازمه قرينا له، وفي حديث ابن المسيب:(أنه ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى) أي يبصر بها بصرا ضيفا، وقوله تعالى:{بالعشي والإبكار}} العشي: ما بعد زوال الشمس إلى غروبها، وصلاتا العشي صلاة الظهر /وصلاة العصر، ومنه حديث أبي هريرة:(صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاتي العشي).
قال أبو عبيد: يقال لصلاتي المغرب والعشاء العشاءان، والأصل العشاء فغلب غلب على الأول، كما قالوا: الأبوان وهما الأب والأم ومثله في كلامهم كثير وفي الحديث: (فأتينا بطن الكديد فنزلنا عشيشية) وهو تصغير عشية على غير قياس، أبدل من الياء الوسطى شيئا وفي حديث ابن عمر- رضي الله عنه- (أن رجلا سأله فقال: كما لا ينفع مع الشرك عمل هل يضر مع الإيمان ذنب، فقال: عش ولا تغتر) قال أبو عبيد: هذا مثل ضربه، وأصله أن رجلا أراد أن يقطع مفازة بإبله، فاتكل على ما فيها من الكلأ، فقيل له: عش ولا تغتر، أي عش إبلك قبل أن تغور بها وخذ بالاحتياط، فإن كان بها كلأ لا يضرك ما صنعت من الاحتياط وإن لم يكن كنت قد أخذت بالثقة، فأراد ابن عمر بقوله: عش ولا تغتر اجتب الذنوب ولا تركبها اتكالا على إسلامك، ولكن خذ بالثقة والاحتياط.