أبو مالك يعتادني بالظواهر ... يجيء فيلقي رحله عند عامر.
أبو مالك كنية الجوع، وقوله تعالى:{فاستعصم} أي امتنع وتأبى عليها يعني سوف عليه السلام، ولم يجبها إلى ما سألت، وفي الحديث:(ثمال اليتامى عصمة للأرامل) قال أبو بكر: معناه أنه يمنعهم من الضيعة، ومنه الحديث:(وعصمة أبنائنا إذا شتونا) أي به يمتنعون من خالب السنة ومعاقر الجدب، وفي الحديث:(من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلا الله) يعني ما يعصمه /من المالهك والخلود في النار.
وفي الحديث:(أن جبريل- عليه السلام- جاء على فرس أثنى يوم بدر، وقد عصم بثنيته الغبار) قال القتيبي: صوابه عصب أي يبس الغبار عليها، وقال غيره يقال: عصب الريق بفيه، وعصم أي لصق، والباء والميم متعاقبان في كثير من الحروف، وفي الحديث في النساء:(لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم) قال أبو عبيد: هو الأبيض اليدين، ومنه قيل للوعول: عصم لبياض أيديها، قال ابن شميل: هو الأبيض الجناحين؛ لأن جناحي الطائر بمنزلة يديه فلما كانت العصمة في الوعول والخيل بياض يديها كانت في الطير بياض أجنحتها، لأن الجناحين بمنزلة اليدين، قال أبو بكر: ليس كما قال: إنما اللفغة تؤخذ عن العرب بالنقلة المشاهدين لهم، وكلهم مطبقون على أن الأعصم من الغربان والأبيض الرجلين، قال ابن السكيت، قال أبو عمرو: