وقوله تعالى:{ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين} كأنه أراد من يوسف أن يقتصر لا على الأمر بالإعراض، ثم بدا له أن يحبسه. ويقال: بدا لي، ولا يذكر الفاعل؛ لأن في أول الكلام دليلًا عليه، ويقال: فلان ذو بدوات، وهو مدح وذم، فأما المدح فمعناه: أنه ينزل به الأمر المشكل فيبدو له فيه رأي بعد رأي، إلى أن يستقيم رأيه فيعزم عليه. أنشدني الأزهري.
من أمر ذي بدوات لا يزال له .... بزلاء يعيا بها الجثامة اللبد
قال: واحدتها: بداة كما تقول: قطاة وقطوات، ونواة ونويات وتقول: أعلمني بداآت عوارضك، بوزن فعالات، الواحدة: بداءة، على فعالة، أي ما يبدو من حاجتك، والأصل فيهما واحد، غير أن الأول: فعلة، والآخر: فعالة، والذم فإنه يعني به أنه لا يستقيم له رأي، كلما عن له رأي اعترض له رأي آخر، فلا صريمة له.
وفي حديث آخر:(كان إذا اهتم لشيء بدا) أي خرج إلى البدو/.
وفي حديث آخر:(من بدا جفا) أي من نزل البادية صار فيه جفاء الأعراب.
يقال: بدوت أبدو، ومنه قيل لهل البادية: بادية.
وفي الحديث:(أنه أراد البداوة مرة) يعني الخروج إلى البادية، وفيه لغتان: بداوة، وبداوة.