وقوله تعالى:{ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} أخبرنا أبو منصور الأزهري، عن المنذري، عن الزيدي، عن أبي حاتم قال: المعنى ليغفرن لك الله، فلما حذف النون كسر الكلام فأعملها إعمال لام كي قال: وليس المعنى فتحنا لك لكي يغفر لك الله، ولا يكن الفتح سببا للمغفرة قال: وأنكر أحمد بن يحيى هذا القول، قال: هي لام كي قال: ومعناها التي تجمع لك المغفرة وتمام النعمة بالفتح فلما انضم إلى المغفرة شيء حادث واقع حسن فيه معنى كي وكذلك قوله تعالى: {ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون}.
ومن صفاته تعالى:(الغفار، والغفور) وهو الساتر لذنوب عباده وعيوبهم.
وفي حديث عمر رضي الله عنه:(أنه لم حصب المسجد قال له رجل: لم فعلت هذا؟ قال: هذا أغفر للنخامة) أي أستر لها وأصل الغفر التغطية، وبه سمى المغفر والغفارة، وهما وقاية للرأس يتقنع به المتسلح قال الأعشى:
والشطبة القوداء تطفر ... بالمذحج ذي الغفارة
والغفارة أيضا خرقة تضعها المدهنة على رأسها.
ومنه (المغفرة) / وهي إلباس الله تعالى الناس العفو، قلت: الغفر متحرك الفاء شعر ساق المرأة، والغفيرة شعر الأذن، والغفر بسكون الفاء والغفيرة زئير الثوب، وكل ذلك أصله الستر.
وفي الحديث:(إن قادما قدم عليه - صلى الله عليه وسلم - من مكة فقال: كيف تركت الحزورة؟ فقال: جادها المطر فأغفرت بطحاؤها) قال القتيبي: أراد أن المطر جارها حتى صار عليها كالغفر من النبات والغفر الزنبر على الثوب، وقال غيره: أراد أن رمثها قد أغفرت أي أخرجت مغافيرها ألا ترى أنه وصف شجرها فقال: (وأبرم سلمها، وأعذق لي إذخرها).