للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الشيخ: ومنه قول عمرو بن معدى كرب وقال له بعض الناس: لأخرطنك فقال: (كلا إنها لعزوم مفزعة) أي: صحيحة تنزل بها الأفزاع. فتجليها ومن جعل جبانا، أراد يفزع من كل شيء.

قال الفراء: وهذا مثل قولهم رجل مغلب أي: غالب ومغلب أي: مغلوب وقال غيره: ويكون المفزع الذي كشف الفزع عنه، يقال: فزع يفزع إذا ذعر وفزع إذا أغاث الفزع وهو المستغيث.

وفي الحديث: (لقد فزع أهل المدينة فركب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرسا لأبي طلحة) يريد: استغاثوا، قال كلحبة اليبوعي:

فقلت لكأس ألجميها فإنما ... حللنا الكثيب من زرود لأفزعا

أي: لنغيث مفزع إذا استغاث وفزع إذا أغاث.

وفي الحديث: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام ففزع وهو يضحك) أي: هب من نومه، يقال: فزع فلانا بالشيء إذا ارتاع به وفزع لفلان إذا أغاثه.

وفي الحديث أنه قال للأنصار: (إنكم تكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع) وقوله: (عند الفزع) أي: عند الإغاثة والإنجاد وقال سلامة (في الفزع): بمعنى المستغيث:

كنا إذا ما أتانا صارخ فزع ... كان الصراخ له فزع الظنابيب

يقول: إذا ما أتانا مستغيث كانت إغاثته منا الجد في نصرته، يقال: فزع

<<  <  ج: ص:  >  >>