يحيى عن محمد بن سلام قال: قلت ليونس: أفرق لي بين المسكين والفقير فقال: الفقير الذي يجد القوت والمسكين: الذي لا شيء له، وقال ابن عرفة: الفقير عند العرب: المحتاج، قال تعالى:{أنتم الفقراء إلى الله} أي: المحتاجون إليه، وأما المسكين فالذي قد أذله الفقر فإذا كان هذا إنما مسكنته من جهة الفقر حلت له الصدقة وكان فقيرا مسكينا قد أذله شيء سوى الفقر فالصدقة لا تحل له، إذا كان سائغا في اللغة أن يقال: ضرب فلان المسكين/ وضرب المسكين وهو من أهل الثروة واليسار وإنما لحقه اسم المسكين من جهة الذلة فلم تكن مسكنة من جهة الفقر فالصدقة له حرام، وقد سمى الله من له الملك مسكينا فقال:{أما السفينة فكانت لمساكين}.
وقال الشافعي- رحمه الله-: الفقراء: الزمنى الذين لا حرفة لهم وأهل الحرف الذين لا تقع حرفتهم من حاجتهم موقعا والمساكين: السؤال ممن له حرفة تقع موعا ولا يغنيه وعياله.
قوله تعالى:{تظن أن يفعل بها فاقرة} أي: داهية من العذاب يقال: فقره إذا أصاب فقار ظهره كما يقال: رأسه وبطنه، قال الأصمعي: الفقر: أن تحز أنف البعير حتى يخلص الحز إلى العظم ثم يلوى عليه جرير يذلل بذلك الصعب من الإبل ومنه قيل: قد عملت به الفاقرة.
في حديث الشعبي:(فقرات ابن آدم ثلاث يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا).
قال أبو الهيثم: هي الأمور العظام كما قيل في عثمان- رضي الله عنه-: (استحلوا منه الفقر الثلاث: حرمة الشهر الحرام وحرمة البلد الحرام وحرمة الخلافة) وروى القتيبي لعائشة رضي الله عنها- قالت في عثمان:(المركوب منه الفقر الأربع).