قال ذلك أبو منصور، وكتبه لي بخطه، وقال أبو سعيد الضرير: يقال تركته يستقسم أي يفكر ويروي من أمرين وقال غيره: يقال هو يقسم أمره أي يقدره ويدبره.
وقوله تعالى:{كما أنزلنا على المقتسمين} قال ابن عرفة: هم الذين تقاسموا أو تحالفوا على كيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال ابن عباس: هم اليهود والنصارى الذين جعلوا القرآن عضين/ آمنوا ببعض وكفروا ببعض.
وقوله تعالى:{وقاسمهما} أي حلف لهما.
وقوله تعالى:{فالمقسمات أمرا} هي الملائكة تقسم ما وكلت به.
وفي حديث علي رضي الله عنه:(أنا قسيم الجنة والنار) قال القتيبي: أراد أن الناس فريقان: فريق معي، فهم على هدى، وفريق علي فهم على ضلال كالخوارج فأما قسيم النار: نصف في الجنة معي، ونصف في النار، وقسيم في معنى مقاسم كالسمير والجليس والشريب في معنى الشارب، ومنه قول الشاعر:
عليه شريب وازع لين العصا ... يساجلها حماية وتساجله
وقال ابن كيسان: أراد بالشريب الذي يسقي إبله مع إبلك.
وفي حديث وابصة:(مثل الذي يأكل القسامة كمثل جدي بطنه مملوء رضفا) قال: القسامة الصدقة، والتفسير في الحديث.