عباس:(أنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برأ) فكأنه سمي مسيحا لذلك، وقال ابن الأعرابي: المسيح: الصديق وبه سمي عيسى، والمسيح الأعور، وبه سمي الدجال، وقال أبو عبيد: المسيح أصله بالعبرانية مشيحا فعرب كما عرب موشى بموسى، وأما الدجال فسمي مسيحا لأنه ممسوح إحدى العينين.
وقوله:{وامسحوا برءوسكم} أخبرنا الأزهري قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سعيد الدارمي عن أبي حاتم عن أبي زيد الأنصاري قال: المسيح في كلام العرب يكون مسيحا ومنه يقال للرجل إذا توضأ وغسل أعضاءه قد تمسح، ويقال: مسح الله ما بك أي غسل عنك وطهرك من الذنوب.
وقوله تعالى:{فطفق مسحا بالسوق والأعناق} معنى المسح: القطع ويقال: مسح رأسه إذا قطعه، وقال أبو منصور الأزهري قال أخبرنا أو الفضل المنذري أنه حضر أبا العباس ثعلبا وسئل عن هذه الآية فقال: قال قطرب: يمسحها، وينزل عليها فأنكر أبو العباس قوله وقال: ليس بشئ، والقول: ما قال الفراء: فضرب أعناقها وسوقها لأنها كانت سبب ذنبه، وهكذا قال المفسرون وقال غيره: كأنه أراد أن يفجع نفسه بها لما كانت سبب ذنبه بعد أن أباح الله له ذلك.
وفي الحديث في صفته - صلى الله عليه وسلم - (مسيح القدمين) أراد أنهما ملساوان ليس فيهما وسخ ولا شقاق ولا تكسر فإذا أصابهما الماء نبا عنهما، وقال شمر: أراد بمسيح القدمين الملاسة واللين، ويقال: مسحته إذا لينت له القول وقلت له ما يحب، ويجوز أن يكون ممسوحا من اللحم عاريا، قال الشيح: المسيح العرق أيضا والمسيح أيضا سبائك الفضة.