وإني لأرجوا ملجها في بطونكم .... وما بسكت من جلد أشعث أغبرا.
وقال أبو سعيد: الملح في هذا الموضع: البيت الحرمة والذمام، يقال فيهما ملحة وملح أي ذمام وحرمة، يقول: إني لأرجوا أن يؤاخذكم الله بحرمة صاحبها، وعذركم به، كأنهم ساقوا له نعما كان يسقيهم من ألبانها.
وقال أبو العباس: العرب تعظم أمر الملح والنار والرماد، وقال في قولهم ملحة على ركبته قولان.
أحدهما: أنه مضيع لحق الرضاع فأدنى شيء ينسيه ذمامه كما أن الذي يضع الملح على ركبتيه يبدره أدنى شيء والقول الآخر: أنه سيء الخلق أي يغضب من أدنى شيء والملح يذكر ويؤنث والتأنيث أغلب.
وفي الحديث:(ضحى بكبشين أملحين) قال الكسائي: هو الذي فيه بياض وسواد والبياض أكثر، وقال ابن الأعرابي: هو النقي البياض.
وفي الحديث:(ولكن حمزة لم يكن له إلا نمرة ملحاء) الملحاء بردة فيها خطوط سواد وبياض، والنمرة: البردة.
وفي الحديث:(وكانت امرأة ملاحة) أي مليحة، والعرب تجعل الفعيل فعالًا ليكون أشد مبالغة في النعت.